فصل: قال السمرقندي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.تفسير الآيات (42- 43):

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43)}

.مناسبة الآيتين لما قبلهما:

قال البقاعي:
ولما قسمهم إلى هذين القسمين، قسم القسم الأخير إلى قسمين فقال: {ومنهم} أي المكذبين: {من} ولما كان المستمع إليه أكثر لأنهم أشهى الناس إلى تعرف حاله، وكان طريق ذلك السمع والبصر، وكان تحديق العين إليه لا يخفى، فكان أكثرهم يتركه إظهارًا لبغضه وخوفًا من إنكار من يراه عليه، وكان إلقاء السمع بغاية الجهد يمكن إخفاءه بخلاف الإبصار، عبر هنا بالافتعال، وجمع دالًا على كثرتهم نظرًا إلى معنى: {من} وأفرد في النظر اعتبارًا للفظها ودالًا على قلة الناظر بما ذكر فقال: {يستمعون} وضمن الاستماع الإصغاء ليؤدي مؤدي الفعلين، ودل على الإصغاء بصلته معلقة بحال انتزعت منه فكأنه: قال مصغين: {إليك} أي عند قراءة القرآن وبيانه بالسنة، ولكنهم وإن كانوا قسمين بالنسبة إلى الاستماع والنظر فهم قسم واحد بالنسبة إلى الضلال، فكان تعقيب ذلك بحشرهم بعد قصر الهداية عليه سبحانه كذكر حشرهم فيما مضى تقسيمهم إلى قسمين بعد قوله: {ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}.
ولما كان صلى الله عليه وسلم يريد- بإسماعه لهم ما أنزل الله- هدايتهم به، سبب عن استماعهم إنكار إسماعهم الإسماع المترتب عليه الهدى فقال: {أفأنت} أي وحدك: {تسمع الصم} أي في آذان قلوبهم لأنهم يستمعون إليك وقد ختم على أسماعهم فهم لا ينتفعون باستماعهم لأنهم يطلبون السمع للرد لا للفهم؛ والسمع إدراك الشيء بما يكون به مسموعًا، فكانوا بعدم انتفاعهم كأنهم هم مجانين، لأن الأصم العاقل ربما فهم بالتفرس في تحريك الشفاه وغيرها فلذا قال: {ولو كانوا} أي جبلة وطبعًا: {لا يعقلون} أي لا يتجدد لهم عقل أصلًا فصاروا بحيث لا يمكن إسماعهم لأنه لا يمكن إلا بسماع الصوت الدال على المعنى وبفهم المعنى، والمانع من الأول الصمم، ومن الثاني عدم العقل، فصاروا شرًا من البهائم لأنها وإن كانت لا تعقل فهي تسمع، والأصم: المنسد السمع بما يمنع من إدراك الصوت.
{ومنهم من ينظر} محدقًا أو راميًا ببصره من بعيد: {إليك} فهو من التضمين كما سبق في: {يستمعون}؛ نقل عن التفتازاني أنه قال في حاشية الكشاف: وحقيقة التضمين أن يقصد بالفعل معناه الحقيقي مع فعل آخر يناسبه وهو كثير في كلام العرب، وذلك مع حذف حال مأخوذ من الفعل الآخر بمعونة القرينة اللفظية، ويتعين جعل الفعل المذكرو أصلًا والمذكور حاله تبعًا، لأن حذفه والدلالة عليه بصلته يدل على اعتباره في الجملة لا على زيادة القصد إليه، ومن أمثلته: أحمد إليك الله، أي منهيًا إليك حمده، ويقلب كفيه على كذا، أي نادمًا عليه، {ولا تعد عيناك عنهم} [الكهف: 28] أي مجاوزتين عنهم إلى غيرهم،: {ولا تأكلوا أموالهم}-ضاميها: {إلى أموالكم} [النساء: 2]،: {الرفث} مفضين {إلى نسائكم} [البقرة: 187]،: {ولا تعزموا} [البقرة: 235] أي على النكاح وأنتم تنوون عقدته: {ولا يسمعون} مصغين: {إلى الملإ الأعلى} [الصافات: 8]، سمع الله- أي مستجيبًا- لمن حمده،: {والله يعلم المفسد} [البقرة: 220] مميزًا له-: {من المصلح}، {والذين يؤلون}- ممتنعين: {من} وطء: {نسائهم} [البقرة: 226].
ولما كان المعنى أنك يا أكرم الخلق تريد بنظر هذا الناظر إليك ان ينظر إلى ما تأتي به من باهر الآيات فيهتدي وهو غير منتفع بنظره لما جعل عليه من الغشاوة فكان كالأعمى الذي زاد على عدم بصره عدم العقل فلا بصر ولا بصيرة، قال منكرًا لذلك: {أفأنت تهدي العمي} أي عيونًا وقلوبًا: {ولو كانوا} أي بما جبلوا عليه: {لا يبصرون} أي لا يتجدد لهم بصر ولا بصيرة، فلا تمكن هدايتهم، لأن هداية الطريق الحسي لا تمكن إلا بالبصر، وهداية الطريق المعنوي لا تمكن إلا بالبصيرة؛ والنظر: طلب الرؤية بتقليب البصر، ونظر القلب طلب العلم بالفكر؛ والعمى: آفة تمنع الرؤية عن العين والقلب؛ والإبصار: إدراك الشيء بما به يكون مبصرًا، فكأنه قيل: ما له فعل بهم هذا والأمر بيده؟ فقيل: لأنه تام المُلك والمِلك وهو متفضل في جميع نعمة لا يجب عليه لأحد شيء فهو لا يسأل عما يفعل، وبنى عليه قوله: {إن الله لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا}. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال العلامة النيسابوري رحمه الله:

.القراءات:

{أفأنت} بتليين الهمزة ونحوه: الأصبهاني عن ورش وحمزة في الوقف: {ولكن الناس} بالتخفيف والرفع: حمزة وعلي وخلف: {يحشرهم} بالياء: حفص الباقون بالنون: {نرينك أو نتوفينك} بالنون الخفيفة: رويس: {آلان} بوزن عالان بحذف الهمزة التي بعد اللام وإلقاء حركتها على اللام حيث كان: أبو جعفر ونافع وزمعة وحمزة في الوقف: {ربي إنه} بفتح الياء: أبو عمرو وأبو جعفر ونافع: {فليفرحوا} بياء الغيبة: {تجمعون} بتاء الخطاب: ابن عامر ويزيد. وقرأ زيد على ضده، وقرأ رويس كليهما على الخطاب. والباقون على الغيبة فيهما.

.الوقوف:

{إليك} ط {لا يعقلون} o {إليك} ط {لا يبصرون} o {يظلمون} o {بينهم} ط {مهتدين} o {يفعلون} o {رسول} ج ط {لا يظلمون} o {صادقين} o {ما شاء الله} ط {أجل} ط {ولا يستقدمون} o {المجرمون} o {آمنتم به} ط {تستعجلون} o {الخلد} ج ط للاستفهام مع أن القائل واحد: {تكسبون} o {أحق هو} ط {بمعجزين} o {لافتدت به} ط {العذاب} ج ط للعطف على: {أسروا} دون: {رأوا}، {يظلمون} o {والأرض} ط {لا يعلمون} o {ترجعون} o {للمؤمنين} o {فليفرحوا} ط {يجمعون} o {وحلالًا} ط {تفترون} o {القيامة} ط {لا يشكرون} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42)}
في الآية مسائل:
المسألة الأولى:
اعلم أنه تعالى في الآية الأولى، قسم الكفار إلى قسمين منهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به، وفي هذه الآية قسم من لا يؤمن به قسمين: منهم من يكون في غاية البغض له والعداوة له ونهاية النفرة عن قبول دينه، ومنهم من لا يكون كذلك، فوصف القسم الأول في هذه الآية فقال: ومنهم من يستمع كلامك مع أنه يكون كالأصم من حيث إنه لا ينتفع ألبتة بذلك الكلام فإن الإنسان إذا قوي بغضه لإنسان آخر، وعظمت نفرته عنه، صارت نفسه متوجهة إلى طلب مقابح كلامه معرضة عن جميع جهات محاسن كلامه، فالصمم في الأذن، معنى ينافي حصول إدراك الصوت فكذلك حصول هذا البغض الشديد كالمنافي للوقوف على محاسن ذلك الكلام والعمى في العين معنى ينافي حصول إدراك الصورة، فكذلك البغض ينافي وقوف الإنسان على محاسن من يعاديه والوقوف على ما آتاه الله تعالى من الفضائل، فبين تعالى أن في أولئك الكفار من بلغت حالته في البغض والعداوة إلى هذا الحد، ثم كما أنه لا يمكن جعل الأصم سميعًا ولا جعل الأعمى بصيرًا، فكذلك لا يمكن جعل العدو البالغ في العداوة إلى هذا الحد صديقًا تابعًا للرسول صلى الله عليه وسلم والمقصود من هذا الكلام تسلية الرسول عليه الصلاة والسلام بأن هذه الطائفة، قد بلغوا في مرض العقل إلى حيث لا يقبلون العلاج والطبيب إذا رأى مريضًا لا يقبل العلاج أعرض عنه، ولم يستوحش من عدم قبوله للعلاج، فكذلك وجب عليك أن لا تستوحش من حال هؤلاء الكفار.
المسألة الثانية:
احتج ابن قتيبة بهذه الآية، على أن السمع أفضل من البصر فقال: إن الله تعالى قرن بذهاب السمع ذهاب العقل، ولم يقرن بذهاب النظر إلا ذهاب البصر، فوجب أن يكون السمع أفضل من البصر.
وزيف ابن الأنباري هذا الدليل فقال: إن الذي نفاه الله مع السمع بمنزلة الذي نفاه الله مع البصر لأنه تعالى أراد إبصار القلوب، ولم يرد إبصار العيون والذي يبصره القلب هو الذي يعقله.
واحتج ابن قتيبة على هذا المطلوب بحجة أخرى من القرآن، فقال: كلما ذكر الله السمع والبصر، فإنه في الأغلب يقدم السمع على البصر، وذلك يدل على أن السمع أفضل من البصر ومن الناس من ذكر في هذا الباب دلائل أخرى: فأحدها: أن العمى قد وقع في حق الأنبياء عليهم السلام أما الصمم فغير جائز عليهم لأنه يخل بأداء الرسالة، من حيث إنه إذا لم يسمع كلام السائلين تعذر عليه الجواب فيعجز عن تبليغ شرائع الله تعالى.
الحجة الثانية: أن القوة السامعة تدرك المسموع من جميع الجوانب، والقوة الباصرة لا تدرك المرئي إلا من جهة واحدة وهي المقابل.
الحجة الثالثة: أن الإنسان إنما يستفيد العلم بالتعلم من الأستاذ، وذلك لا يمكن إلا بقوة السمع، فاستكمال النفس بالكمالات العلمية لا يحصل إلا بقوة السمع، ولا يتوقف على قوة البصر، فكان السمع أفضل من البصر.
الحجة الرابعة: أنه تعالى قال: {إِنَّ في ذلك لذكرى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السمع وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37] والمراد من القلب هاهنا العقل، فجعل السمع قرينًا للعقل ويتأكد هذا بقوله تعالى: {وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا في أصحاب السعير} [الملك: 10] فجعلوا السمع سببًا للخلاص من عذاب السعير.
الحجة الخامسة: أن المعنى الذي يمتاز به الإنسان من سائر الحيوانات هو النطق والكلام وإنما ينتفع بذلك القوة السامعة، فمتعلق السمع النطق الذي به حصل شرف الإنسان، ومتعلق البصر إدراك الألوان والأشكال، وذلك أمر مشترك فيه بين الناس وبين سائر الحيوانات، فوجب أن يكون السمع أفضل من البصر.
الحجة السادسة: أن الأنبياء عليهم السلام يراهم الناس ويسمعون كلامهم، فنبوتهم ما حصلت بسبب ما معهم من الصفات المرئية، وإنما حصلت بسبب ما معهم من الأصوات المسموعة وهو الكلام وتبليغ الشرائع وبيان الأحكام، فوجب أن يكون المسموع أفضل من المرئي، فلزم أن يكون السمع أفضل من البصر، فهذا جملة ما تمسك به القائلون بأن السمع أفضل من البصر، ومن الناس من قال: البصر أفضل من السمع، ويدل عليه وجوه:
الحجة الأولى: أنهم قالوا في المثل المشهور ليس وراء العيان بيان، وذلك يدل على أن أكمل وجوه الإدراكات هو الأبصار.
الحجة الثانية: أن آلة القوة الباصرة هو النور وآلة القوة السامعة هي الهواء والنور أشرف من الهواء فالقوة الباصرة أشرف من القوة السامعة.
الحجة الثالثة: أن عجائب حكمة الله تعالى في تخليق العين التي هي محل الأبصار أكثر من عجائب خلقته في الأذن التي هي محل السماع، فإنه تعالى جعل تمام روح واحد من الأرواح السبعة الدماغية من العصب آلة للأبصار، وركب العين من سبع طبقات وثلاث رطوبات وخلق لتحريكات العين عضلات كثيرة على صور مختلفة والأذن ليس كذلك وكثرة العناية في تخليق الشيء تدل على كونه أفضل من غيره.
الحجة الرابعة: أن البصر يرى ماحصل فوق سبع سموات والسمع لا يدرك ما بعد منه على فرسخ، فكان البصر أقوى وأفضل وبهذا البيان يدفع قولهم إن السمع يدرك من كل الجوانب والبصر لا يدرك إلا من الجانب الواحد.
الحجة الخامسة: أن كثيرًا من الأنبياء سمع كلام الله في الدنيا، واختلفوا في أنه هل رآه أحد في الدنيا أم لا؟ وأيضًا فإن موسى عليه السلام سمع كلامه من غير سبق سؤال والتماس ولما سأل الرؤية قال: {لَن تَرَانِى} [الأعراف: 143] وذلك يدل على أن حال الرؤية أعلى من حال السماع.
الحجة السادسة: قال ابن الأنباري: كيف يكون السمع أفضل من البصر وبالبصر يحصل جمال الوجه، وبذهابه عيبه، وذهاب السمع لا يورث الإنسان عيبًا، العرب تسمي العينين الكريمتين ولا تصف السمع بمثل هذا؟ ومنه الحديث يقول الله تعالى: «من أذهبت كريمته فصبر واحتسب لم أرض له ثوابًا دون الجنة».
المسألة الثالثة:
احتج أصحابنا بهذه الآية، على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى، قالوا: الآية دالة على أن قلوب أولئك الكفار بالنسبة إلى الإيمان كالأصم بالنسبة إلى استماع الكلام، وكالأعمى بالنسبة إلى إبصار الأشياء، وكما أن هذا ممتنع فكذلك ما نحن فيه.
قالوا: والذي يقوي ذلك أن حصول العداوة القوية الشديدة، وكذلك حصول المحبة الشديدة في القلب ليس باختيار الإنسان، لأن عند حصول هذه العداوة الشديدة يجد وجدانًا ضروريًا أن القلب يصير كالأصم والأعمى في استماع كلام العدو وفي مطالعة أفعاله الحسنة، وإذا كان الأمر كذلك فقد حصل المطلوب، وأيضًا لما حكم الله تعالى عليها حكمًا جازمًا بعدم الإيمان، فحينئذ يلزم من حصول الإيمان انقلاب علمه جهلًا وخبره الصدق كذبًا وذلك محال.
وأما المعتزلة: فقد احتجوا على صحة قولهم بقوله تعالى: {إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ الناس شَيْئًا ولكن الناس أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} وجه الاستدلال به، أنه يدل على أنه تعالى ما ألجأ أحدًا إلى هذه القبائح والمنكرات، ولكنهم باختيار أنفسهم يقدمون عليها ويباشرونها.
أجاب الواحدي عنه فقال: إنه تعالى إنما نفى الظلم عن نفسه، لأنه يتصرف في ملك نفسه، ومن كان كذلك لم يكن ظالمًا، وإنما قال: {ولكن الناس أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} لأن الفعل منسوب إليهم بسبب الكسب. اهـ.

.قال السمرقندي:

{وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ}
قال الكلبي: نزلت في شأن اليهود، قدموا مكة وكانوا يسمعون قراءة القرآن فيعجبون به ويشتهونه، وتغلب عليهم الشقاوة فلا يسلمون قال الله تعالى: {أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصم}، يعني: تفقه الكافر الذي لا يعقل الموعظة؛ وقال الضحاك: {وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} وذلك أن كفار قريش دخلوا المسجد الحرام والنبي صلى الله عليه وسلم قائم عند المقام يصلي، وهو يقرأ سورة طه قال الوليد بن المغيرة: يا معشر قريش، إنما يتلو محمد ليأخذ بقلوبكم.
فقال أبو جهل اللعين وأصحابه: لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه، فنزل: {أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصم} وذلك أنهم صموا عن الحق، ويقال: {أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصم} أي من يتصامم ولا يستمع إليك.
{وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ}، يقول أي وإن كانوا مع ذلك لا يرغبون في الحق.
{وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ}، يعني: بغير رغبة.
{أَفَأَنْتَ تَهْدِى العمى}، يعني: ترشد من يتعامى.
{وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ} الحق ولا يرغبون فيه.
قال مقاتل والقتبي: هذا من جوامع الكلم، حيث بَينَّ فضل السمع على البصر، حيث جعل مع الصم فقدان العقل، ولم يجعل مع العمى إلا فقدان البصر. اهـ.